كلمة الرئيس
عقدت الجمعية السعودية لعلوم الحياة أول جمعية عمومية يوم الخميس 28 محرم عام 1395هـ ، وبهذا يكون قد مضى خمسة وأربعون عاماً على إنشاء الجمعية بنهاية شهر محرم عام 1440هـ. حققت الجمعية خلال هذه المسيرة عدداً من الإنجازات التي تفخر بها، فقد عقدت 32 لقاءً علمياً، تضمنت جلسات علمية متخصصة في كل فرع من فروع علوم الحياة، وندوات علمية عامة، نوقش فيها كثير من المواضيع الحيوية ذات العلاقة الوثيقة ببيئة المملكة ومسيرة التنمية بها، بدءاً من تنمية الصحراء وحماية البيئة من التلوث إلى مستقبل الموارد الطبيعية الأحيائية والثروة المائية ومستقبل تعليم الأحياء في قطاع التعليم العام. وقد بلغ مجموع ما ألقي من بحوث في هذه اللقاءات ما يقرب من 7500 ورقة بحثية، كانت ثمارها توصيات عدة في مختلف المجالات ذات العلاقة تم الرفع بها للجهات المختصة.
وكان من إنجازات الجمعية أيضاً إصدار مطبوعات شملت إصدارات علمية محكمة (المجلة السعودية في علوم الحياة) التي تتم طباعتها عن طريق مؤسسة السفير بألمانيا، وهي مجلة مصنفة عالمياً (ISI)، ولها معامل تأثير (Impact Factor = 3.138) مما يعد انجازا ً مهماً تفخر به الجمعية، ويصدر من المجلة العلمية (8) أعداد باللغة الإنجليزية وعدد (1) باللغة العربية سنوياً، كما تصدر الجمعية إصدارات خاصة باللغة العربية والإنجليزية وتوزع في اللقاءات السنوية أهمها: (التاريخ الطبيعي لبيولجرافية المملكة العربية السعودية (بيبلويجرافي)) و (الصحراء وإمكانات استغلالها) و (الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان في المملكة العربية السعودية) و (المياه والنخيل والإبل رموز مشرقة في مئوية التأسيس) و (الموارد الطبيعية المستخدمة في عشرين عام من عهد خادم الحرمين الشريفين) و (تقنية النانو في علوم الحياة) و (المها العربي في الجزيرة العربية)، وتصدر الجمعية مجلة إعلامية نصف سنوية عنوانها (عالم الحياة) توزع مجانا ً على منسوبي الجمعية، وهي مجلة ثقافية توعوية.
وتشارك الجمعية في الاحتفال بالعديد من المناسبات العالمية والوطنية مثل يوم البيئه العالمي ومئوية التأسيس، كما تشارك في خدمة المجتمع بتقديم إستشارات علمية لجهات متعدده من القطاعين العام والخاص، وتقوم بدور كبير في تحقيق التواصل وتبادل المعلومات والخبرات بين المختصين في علوم الحياة داخل المملكة وخارجها.
لكن برغم كل هذه الإنجازات التي تمت بدعم من المسؤولين في وزارة التعليم والجامعات خاصةً جامعة الملك سعود، ظل منسوبوا الجمعية جميعهم يأملون في تحقيق المزيد والمزيد، كنا نأمل ونأمل ونأمل، إلا أن آمالنا كانت كثيراً ماتصطدم بمحدودية موارد الجمعية المالية التي كانت تقتصر بشكل رئيس على ما يتم جمعه من الإشتراكات السنوية البسيطة للأعضاء. حتى جاء يوم الثلاثاء الموافق 2 صفر عام 1425هـ وهو اليوم الذي تشرف فيه مجلس الإدارة آنذاك بلقاء صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز – طيب الله ثراه، وتشرفت فيه الجمعية بقبول سموه الكريم رئاستها الفخرية وتقديمه – رحمه الله – دعماً سنوياً سخياً لها، حينها تغير الحال وبدأت مسيرة تحقيق الآمال، كانت البداية من مجلس الإدارة الذي وضع خطة للإستفادة من هذا الدعم الكبير شملت تحديث مقر الجمعية المتواضع، وتوفير حاسبات آلية متطوره للسكرتارية، وتسجيل المجلة العلمية في أهم الملخصات العلمية العالمية، والتعاقد مع شركه متخصصة في مجال تصميم المواقع على الإنترنت لإنشاء موقع مميز للجمعية يحقق التواصل التام بين الجمعية ومنسوبيها ويقدم جميع الخدمات التي يطلبها الأعضاء بيسر بدءً بتعبئة إستمارة العضويه إلى المشاركه في أنشطتها المختلفة.
أحبتي منسوبي الجمعية ... نيابة عنكم جميعاً في مختلف مناطق هذا الوطن الغالي أتقدم بالدعاء الخالص لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز – طيب الله ثراه – على دعمه اللامحدود فقد حقق سموه – رحمه الله – للجمعية بيوم واحد ما كنا نأمله خلال ثلاثين عاماً. رحمك الله سلطان الخير الذي لم يبخل بكرمه وجوده وعطاياه على العلم والإنسان في هذا الوطن الغالي.
أ.د/ إبراهيم بن عبدالواحد عارف